مرض باركنسون هو مرض عصبي مزمن يصيب الجهاز الحركي، وأحد الأعراض الرئيسية لهذا المرض هي الرعشة. تعتبر الرعشة واحدة من الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض باركنسون، حيث تصيب حوالي 70% من المرضى.
تتميز الرعشة في مرض باركنسون بأنها رعشة استرخائية ذات تردد منخفض، حيث تتراوح بين 4-6 هرتز، وغالبًا ما تبدأ في الأطراف اليمنى أو اليسرى، وتمتد تدريجيًا إلى الجانب الآخر من الجسم. وغالبًا ما تزداد حدتها عندما يكون المريض في حالة توتر أو إجهاد.
تختلف أنواع الرعشة التي تحدث في مرض باركنسون حسب الموقع الذي تحدث فيه، والتي تتضمن:
1- الرعشة الراحية: وهي الرعشة الأكثر شيوعًا في مرض باركنسون، وتحدث عندما يكون الشخص في حالة استرخاء تامة.
2- الرعشة الحركية: وهي الرعشة التي تحدث عندما يقوم المريض بالحركة، وتختفي عندما يتوقف عن الحركة.
3- الرعشة الأكثر حدة: وهي الرعشة التي تحدث بشكل شديد وتؤثر على الحركة الطبيعية للشخص.
تؤثر الرعشة في مرض باركنسون على الحياة اليومية للمريض بطريقة سلبية، حيث تؤثر على القدرة على الكتابة والتحدث وتناول الطعام، وتزيد من خطر الوقوع أثناء المشي. كما أنها تزيد من الاكتئاب والقلق لدى المرضى، وتؤثر على جودة الحياة بشكل عام.
تتوفر العديد من العلاجات للتحكم في الرعشة في مرض باركنسون، وتشمل العلاجات الدوائية والجراحية والعلاج الطبيعي. يهدف العلاج إلى تحسين جودة الحياة للمريض وتحسين الحركة وتخفيف الرعشة. ومن أمثلة الأدوية المستخدمة للتحكم في الرعشة في مرض باركنسون: الليفودوبا، والكاربيدوبا، والبراميبيكسول، والروتيجوتين، والأمانتادين.
على الرغم من أن الرعشة في مرض باركنسون لا يمكن تشخيصها بدقة فإنها تعتبر علامة مميزة من العلامات الأساسية لمرض باركنسون.
ما هي العلاجات الجراحية المتاحة للتحكم في الرعشة في مرض باركنسون؟
توجد عدة إجراءات جراحية مختلفة يمكن استخدامها للتحكم في الرعشة في مرض باركنسون، وتتضمن:
1- تثبيت الدماغ العميق (Deep Brain Stimulation): هو إجراء جراحي يتضمن زراعة جهاز صغير يوصل بالأسلاك الكهربائية إلى منطقة محددة في الدماغ. يتم توصيل الجهاز بجهاز تحكم خارجي يساعد في تنظيم الإشارات العصبية في الدماغ وتحسين الحركة وتقليل الرعشة.
2- الثلاَّلُ الركيزي (Thalamotomy): هو إجراء جراحي يتم خلاله إتلاف جزء صغير من المنطقة الثلاَّلية في الدماغ، والتي تحفز الرعشة. يتم استخدام الثلاَّلُ الركيزي عادةً عندما لا يمكن السيطرة على الرعشة بواسطة العلاجات الدوائية.
3- الثلاَّلُ السفلي (Pallidotomy): هو إجراء جراحي يتم خلاله إتلاف جزء من المنطقة السفلية في الدماغ، والتي تحفز الرعشة. يستخدم هذا الإجراء بشكل أقل شيوعًا الآن بسبب تطوير تقنيات العلاج الأخرى.
تحتاج هذه الإجراءات الجراحية إلى فريق جراحي متخصص وتقنيات حديثة لتحقيق النتائج الأمثل. كما أنها تحتاج إلى تقييم وافٍ للحالة والتأكد من أن الفائدة المتوقعة تفوق المخاطر المحتملة، ويجب أن تكون الإجراءات الجراحية هي الخيار الأخير بعد فشل العلاجات الأخرى.
ما هي المخاطر المحتملة للإجراءات الجراحية؟
تتضمن الإجراءات الجراحية للتحكم في الرعشة في مرض باركنسون مخاطر محتملة، وتشمل:
1- مخاطر الجراحة العامة: مثل نزيف الجراحة والعدوى والتهاب الجرح وتخثر الدم.
2- مخاطر متعلقة بالجهاز المزروع: مثل الالتهاب والتآكل والفشل الجزئي أو الكلي للجهاز المزروع.
3- مخاطر متعلقة بالعملية الجراحية: مثل النزيف الدماغي والجلطات الدماغية والشلل النصفي وتغيير الشخصية.
4- مخاطر متعلقة بالعلاج الدوائي: مثل التفاعلات الجلدية والغثيان والدوخة والتعب.
يجب على المريض وفريق الرعاية الصحية النقاش بشأن المخاطر والفوائد المحتملة للإجراءات الجراحية قبل إجرائها. كما يجب على المريض متابعة العلاج بعد الجراحة بشكل منتظم، والإبلاغ عن أي أعراض غير معتادة أو مخاطر غير متوقعة.
ما هي الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها لتقليل المخاطر المحتملة؟
يمكن اتباع إجراءات وقائية لتقليل المخاطر المحتملة للإجراءات الجراحية، وتشمل:
1- الاستعداد الجيد: يجب على المريض تناول الأدوية الموصوفة بشكل صحيح واتباع الإرشادات الطبية قبل الجراحة. يجب عدم تناول الطعام أو السوائل قبل الجراحة بمدة محددة وفقًا لتعليمات الطبيب.
2- الراحة: يجب على المريض الراحة قدر الإمكان قبل الجراحة والتأكد من النوم بشكل جيد ليلة الجراحة.
3- التغذية الجيدة: يجب على المريض تناول وجبات صحية ومتوازنة قبل الجراحة لتعزيز صحة الجسم وتحسين نتائج الجراحة.
4- الالتزام بتعليمات الطبيب: يجب على المريض اتباع تعليمات الطبيب بشأن العلاج والرعاية اللاحقة، وعدم التوقف عن تناول الأدوية اللازمة دون استشارة الطبيب.
5- الإجراءات الصحية العامة: يجب على المريض تجنب التدخين وتحسين حالة الصحة العامة، والتقليل من التوتر والقلق قدر الإمكان.
يجب على المريض النقاش مع فريق الرعاية الصحية بشأن الإجراءات الوقائية المناسبة قبل الجراحة واتباع تعليمات الطبيب بدقة لتقليل المخاطر المحتملة.
بالإضافة إلى الإجراءات التي ذكرناها للوقاية من المخاطر الجراحية المحتملة، هناك بعض الإجراءات الأخرى التي يمكن اتباعها لتحسين نتائج الجراحة وتقليل المخاطر المحتملة، وتشمل:
1- الحرص على التغذية الجيدة بعد الجراحة: يجب على المريض تناول وجبات صحية ومتوازنة بعد الجراحة لتسريع عملية التعافي والشفاء، وتقليل المخاطر المحتملة للعدوى ونقص الغذاء.
2- الالتزام بالعلاج اللاحق: يجب على المريض الالتزام بالعلاج اللاحق بعد الجراحة، والتواصل مع الطبيب بشأن أي أعراض غير عادية أو مخاطر محتملة.
3- ممارسة التمارين الرياضية: يمكن للتمارين الرياضية المناسبة أن تعزز عملية التعافي بعد الجراحة وتحسن صحة الجسم.
4- الحفاظ على الصحة النفسية: يجب على المريض الحفاظ على الصحة النفسية، وتقليل التوتر والقلق والاكتئاب، مما يساعد على تحسين نتائج الجراحة وتقليل المخاطر المحتملة.
5- الحصول على الدعم الاجتماعي: يمكن للدعم الاجتماعي أن يساعد المريض على التغلب على التحديات المرتبطة بالجراحة وتحسين نتائج العلاج.
يجب على المريض النقاش مع فريق الرعاية الصحية بشأن الإجراءات الوقائية المناسبة لحالته الصحية واتباع تعليمات الطبيب بدقة لتحسين نتائج الجراحة وتقليل المخاطر المحتملة.