تعتبر الاستقلالية أحد الحقوق الأساسية لجميع الأشخاص، فهي تعني القدرة على اتخاذ القرارات والتصرفات بشأن حياتهم اليومية والمستقبلية بدون تدخل من الآخرين. وللمرضى الذين يعانون من مرض باركنسون، فإن الشعور بالاستقلالية يلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة حياتهم وتخفيف الأعراض التي يعانون منها.
يواجه مرضى باركنسون العديد من التحديات في الحفاظ على الاستقلالية، فالمرض يؤثر على الحركة والتوازن، مما يجعل القيام بالمهام اليومية مثل الاستحمام والتنظيف والطهي والتسوق أكثر صعوبة. كما يمكن أن يؤثر المرض على القدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين، مما يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة.
أهمية الاستقلالية لمريض باركنسون:
تتمثل أهمية الاستقلالية لمريض باركنسون في ما يلي:
1- تحسين الجودة المعيشية: يشعر المرضى الذين يحتفظون بشعورهم بالاستقلالية بمزيد من السعادة والرضا عن حياتهم، ويشعرون بالتحكم في حياتهم وأنهم قادرون على القيام بما يريدون.
2- تحسين الصحة النفسية: يعاني العديد من مرضى باركنسون من الاكتئاب والقلق، ولكن الشعور بالاستقلالية يمكن أن يخفف من هذه الأعراض ويساعد على تحسين الصحة النفسية.
3- تحسين الصحة الجسدية: يساعد الشعور بالاستقلالية على الحفاظ على الحركة والنشاط البدني، مما يساعد على تحسين الصحة الجسدية بشكل عام.
كمريض باركنسون، كيف احافظ على استقلاليتي؟
للحفاظ على الاستقلالية، يمكن لمريض باركنسون اتباع بعض الإجراءات التي تساعد على تحسين الحياة اليومية، ومنها:
1- استخدام الأدوات المساعدة: يمكن للمريض استخدام الأدوات المساعدة مثل العكازات والأحذية ذات الكعب المنخفض والكراسي المتحركة، والتي تساعد على تحسين التوازن والحركة.
2- تنظيم الحياة اليومية: يمكن للمريض تنظيم حياته اليومية بشكل جيد، وذلك من خلال إنشاء جدول زمني للنشاطات المختلفة،مثل الاستحمام والتنظيف والطهي والتسوق، وتوزيعها على فترات زمنية محددة.
3- ممارسة التمارين الرياضية: يمكن للمريض القيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة مثل المشي والتمارين الخفيفة، والتي تساعد على تحسين الحركة والتوازن.
4- الاعتماد على الدعم الاجتماعي: يمكن للمريض الاعتماد على دعم الأسرة والأصدقاء والمجتمع المحلي، والذي يمكن أن يساعد على الشعور بالاستقلالية والتحكم في الحياة اليومية.
5- الحفاظ على الاتصال الاجتماعي: يجب على المريض الحفاظ على الاتصال الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، وذلك من خلال الاجتماع بالأصدقاء والمشاركة في الأنشطة المختلفة.
يمكن للمريض باركنسون أيضًا اللجوء إلى بعض البدائل للأمور التي يصعب عليه القيام بها بشكل مستقل، ومنها:
1- الحصول على المساعدة: يمكن للمريض الحصول على المساعدة من الأسرة أو أصدقاء أو متطوعين، وذلك للقيام ببعض المهام اليومية التي تصعب عليه القيام بها بشكل مستقل.
2- الحصول على الرعاية الصحية: يمكن للمريض الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، وذلك من خلال استشارة الطبيب المختص واتباع الخطة العلاجية المناسبة.
3- التقنيات المساعدة: يمكن للمريض استخدام بعض التقنيات المساعدة مثل الحواسيب والتطبيقات الذكية والأجهزة الطبية المساعدة، والتي تساعد على تحسين الحركة والتوازن والتواصل.
4- الاعتماد على المواصلات العامة: يمكن للمريض الاعتماد على المواصلات العامة أو خدمات النقل المخصصة للمرضى، وذلك للوصول إلى الأماكن المختلفة والقيام بالأنشطة المختلفة.
بشكل عام، يتطلب الحفاظ على الاستقلالية لمريض باركنسون الكثير من الجهود والتحديات، ولكنه يعتبر أمرًا مهمًا لتحسين جودة حياته وتخفيف الأعراض التي يعاني منها. ولذلك، ينبغي على المريض العمل بجد للحفاظ على الاستقلالية والتحكم في حياته اليومية، والبحث عن البدائل المناسبة في حال عجز عن القيام ببعض المهام بشكل مستقل. كما يجب عليه الاستشارة مع الطبيب المختص واتباع الخطة العلاجية المناسبة، والمشاركة في الأنشطة المختلفة والحرص على الاتصال الاجتماعي، وذلك لتحسين الحالة النفسية والجسدية وزيادة الشعور بالاستقلالية والتحكم في الحياة.