الفرق بين مرض باركنسون (Parkison’s disease) والرعشة الأساسية /الرعاش مجهول السبب (essential tremor)

مقدمة:

يعتبر مرض باركنسون والرعشة الأساسية من الأمراض العصبية المزمنة التي تؤثر على حركة الجسم وتسبب الرعشة في الأطراف والرأس. وبالرغم من أن كلا المرضين يسببان الرعشة، إلا أنهما يختلفان في الكثير من النواحي. يتميز مرض باركنسون بأعراض إضافية مثل الصعوبة في التحكم بالحركة والتعب والارتعاش والتصلب العضلي، بينما يصاب الرعشة الأساسية بالرعشة فقط دون وجود أعراض إضافية. في هذا المقال سنتحدث بشكل مفصل عن الفرق بين مرض باركنسون والرعشة الأساسية.

التعريف:

يعد مرض باركنسون مرضًا عصبيًا مزمنًا يؤثر على الحركة والتحكم بالجسم. ويحدث هذا الاضطراب عندما تتلف الخلايا العصبية في الجزء الخلفي من المخ الذي ينتج الدوبامين، وهو مادة كيميائية تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الحركة والمزاج والتحكم بالأفكار والمشاعر. وتشمل الأعراض الرئيسية لمرض باركنسون الرعاش، والتي تعني حركة الرأس واليدين والرجلين بشكل غير إرادي، بالإضافة إلى صعوبة التحكم بالحركة والتعب والتصلب العضلي.

من ناحية أخرى، تعتبر الرعشة الأساسية خللًا في النظام العصبي يتميز بالرعشة الشديدة في الأطراف والرأس والصدر والصوت. وعلى الرغم من أن السبب الرعشة ليس واضحًا، إلا أنه يُعتقد أنها تحدث بسبب خلل في الإشارات العصبية التي تنتقل بين الجهاز العصبي المركزي والأطراف. وتختلف الرعشة الأساسية عن مرض باركنسون بأنها لا تصاحبها أعراض إضافية مثل الصعوبة في التحكم بالحركة أو التعب.

الأسباب:

تختلف أسباب مرض باركنسون والرعشة الأساسية بشكل كبير. وفي حين أن سبب الرعشة الأساسية لا يزال غير معروف، فإن مرض باركنسون يحدث بسبب تلف الخلايا العصبية في مناطق محددة من المخ التي تنتج الدوبامين. ويمكن أن يحدث هذا التلف بسبب العوامل الوراثية، أو العوامل البيئية، أو بسبب عملية الشيخوخة الطبيعية.

الأعراض:

تختلف الأعراض بين مرض باركنسون والرعشة الأساسية. وتشمل أعراض مرض باركنسون:

1. الرعاش: تتميز الرعشة في مرض باركنسون بالظهور عندما يكون الجسم في حالة راحة، وتصبح أقل شدة عندما يتحرك الجسم.

2. الصعوبة في التحكم بالحركة: يصعب على المريض الحركة بشكل طبيعي، مما يتسبب في تباطؤ الحركة وصعوبة القيام بالأنشطة اليومية.

3. التعب: يعاني المريض من الشعور بالتعب والإجهاد بسهولة، بالإضافة إلى فقدان الطاقة والحيوية.

4. التصلب العضلي: يصبح الجسم أقل مرونة وأكثر صلابة، مما يجعله صعب الحركة بشكل طبيعي.

5. الرجفة العضلية: يعاني المريض من الرجفة العضلية التي تؤثر على الأطراف والرأس والصدر.

6. الانحناء الجسدي: يميل المريض إلى الانحناء بشكل طبيعي، ويصبح الجسد منحرفًا إلى الأمام أثناء المشي.

7. الاضطرابات النفسية: يمكن أن يعاني المريض من الاكتئاب والقلق والتوتر العصبي.

أما أعراض الرعشة الأساسية فتشمل:

1. الرعشة: تتميز الرعشة الأساسية بالظهور عندما يكون الجسم في حالة الحركة، وتتحسن الرعشة عندما يكون الجسم في حالة الراحة.

2. عدم الثبات: يشعر المريض بعدم الثبات وعدم الاستقرار، مما يؤثر على قدرته على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.

3. عدم التحكم الإرادي: يصعب على المريض التحكم بالحركة بشكل كامل، مما يجعله يعاني من صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية.

4. عدم التوازن: يشعر المريض بعدم التوازن والاستقرار، مما يجعله يعاني من صعوبة في الحركة والمشي.

التشخيص:

يتم تشخيص مرض باركنسون والرعشة الأساسية من خلال تقييم الأعراض وإجراء الفحوصات اللازمة. ويمكن أن تشمل الفحوصات فحص الجهاز العصبي وفحص الحركة، بالإضافة إلى فحوصات الدم والصور الشعاعية.

العلاج:

تختلف طرق العلاج بين مرض باركنسون والرعشة الأساسية. وفي حالة مرض باركنسون، يتم استخدام الأدوية التي تساعد على زيادة مستوى الدوبامين في المخ، أو تحسين الحركة والتحكم العضلي. ويمكن أن تشمل هذه الأدوية الليفودوبا، والكاربيدوبا، والبراميبيكسول، والراساجيلين، والإمانتين.

أما في حالة الرعشة الأساسية، فلا يوجد علاج محدد للتخلص من الرعشة. ولكن يمكن تخفيف الأعراض من خلال استخدام الأدوية التي تساعد على تحسين التحكم العضلي، مثل بيتا بلوكرز، والأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية المضادة للصرع. كما يمكن استخدام التمارين الرياضية والعلاج النفسي لتحسين التحكم العضلي وتخفيف الأعراض.

الخلاصة:

على الرغم من أن مرض باركنسون والرعشة الأساسية يسببان الرعشة في الأطراف والرأس، إلا أنهما يختلفان في الكثير من النواحي. يتميز مرض باركنسون بأعراض إضافية مثل الصعوبة في التحكم بالحركة والتعب والتصلب العضلي، بينما يصاب الرعشة الأساسية بالرعشة فقط دون وجود أعراض إضافية. وتختلف أسباب وطرق العلاج بين المرضين، حيث يتم استخدام الأدوية المختلفة للتحكم في الأعراض. وعلى الرغم من عدم وجود علاج محدد للرعشة الأساسية، إلا أنه يمكن تخفيف الأعراض من خلال استخدام الأدوية