فقدان حاسة الشم عند مرضى باركنسون: الأسباب وطرق تحسينها
على الرغم من أن الأعراض الرئيسية لمرض باركنسون تتمثل في الارتعاشات العضلية التصلب وبطء الحركة، إلا أنه من المعروف أيضًا أن المرض يمكن أن يتسبب في فقدان حاسة الشم أو هيبوزميا.
أسباب فقدان حاسة الشم عند مرضى باركنسون:
تتفاوت أسباب فقدان حاسة الشم بين مرضى باركنسون، ولكن يُعتقد أنها ترتبط بعوامل مرتبطة بالمرض نفسه وأيضًا بعوامل خارجية. إليك بعض الأسباب المحتملة:
1. تغير في الدماغ: يتميز مرض باركنسون بتدهور الخلايا العصبية في الدماغ، وبالتالي تتأثر الأجزاء المسؤولة عن الحواس بما في ذلك حاسة الشم.
2. تأثير الأدوية: يُعتبر العلاج الدوائي لمرض باركنسون من أبرز الأسباب المحتملة لفقدان حاسة الشم. قد يتسبب استخدام بعض الأدوية المستخدمة في علاج الأعراض الحركية في تدمير أو تقليل نشاط الخلايا العصبية المسؤولة عن حاسة الشم.
3. التغيرات الهرمونية: قد تلعب التغيرات الهرمونية دورًا في فقدان حاسة الشم عند مرضى باركنسون، حيث يمكن أن تؤثر الاضطرابات الهرمونية على الخلايا العصبية المسؤولة عن حاسة الشم.
4. التأثير العصبي: يمكن أن تتسبب الاضطرابات العصبية المرتبطة بمرض باركنسون في فقدان القدرة على استشعار الروائح بشكل صحيح.
متى يبدأ مريض باركنسون بفقدان حاسة الشم؟
فقدان حاسة الشم عند مرضى باركنسون ليس ظاهرة مستمرة في جميع المرضى، وقد يختلف وقت بدء ظهور هذا الاضطراب من شخص لآخر. ومع ذلك، فإن الأبحاث تشير إلى أن حوالي 70٪ من مرضى باركنسون يعانون من فقدان حاسة الشم في وقت ما خلال مسار المرض.
في بعض الحالات، يمكن أن يكون فقدان حاسة الشم واحدًا من الأعراض الأولى التي يلاحظها المريض وقد تكون قبل سنوات طويلة من التشخيص بمرض باركنسون، او قد تتطور هذه الحالة مع مرور الوقت أو قد تكون حادة منذ البداية.
طرق تحسين حاسة الشم:
على الرغم من أنه لا يوجد علاج مباشر لفقدان حاسة الشم عند مرضى باركنسون، إلا أن هناك بعض الطرق التي يمكن استخدامها لتحسين الحالة وتعزيز قدرة المرضى على استشعار الروائح. إليك بعض الطرق المحتملة:
1. التدريب العصبي: يمكن لتدريب الحواس المختلفة، بما في ذلك حاسة الشم، أن يكون مفيدًا في تحسين وظائف الحواس المتأثرة. ينبغي على المرضى استشارة أخصائي تأهيل عصبي لتنفيذ هذا النوع من التدريب.
2. العناية بالروائح: ينصح بتجنب التعرض للروائح القوية والمؤذية واستخدام المنتجات العطرية الطبيعية مثل الزيوت العطرية لتحفيز حاسة الشم. يمكن استخدام العطور الخفيفة والمنعشة لتعزيز استجابة الحاسة الشمية.
3. الأطعمة النكهية: تناول الأطعمة ذات النكهة القوية والطعام المحبب للمريض يمكن أن يعزز تجربة الشم والذوق. يُفضل تناول الأطعمة الحارة أو الحامضة أو الحلوة لتحفيز الحواس.
4. العناية بالصحة العامة: من المهم الحفاظ على صحة جيدة عمومًا لتعزيز وظائف الحواس. ضمن الرعاية العامة ينبغي التركيز على النوم الجيد، والتغذية المتوازنة، وممارسة النشاط البدني المنتظم.
5. الاستشارة الطبية: يجب على المرضى مراجعة أطبائهم المعالجين للحصول على استشارة وتوجيهات دقيقة بشأن كيفية التعامل مع فقدان حاسة الشم. قد يوجه الطبيب بالفحوصات المخبرية اللازمة وتقديم النصائح الشخصية الملائمة لكل حالة.
نصائح لمرضى باركنسون للتعامل مع فقدان حاسة الشم:
1. التعرف على الروائح الخطرة: عند فقدان حاسة الشم، يجب على المرضى توخي الحذر لتجنب التعرض للروائح الضارة أو الغازات السامة. قد يكون من الضروري استخدام جهاز كاشف للغاز أو الاستعانة بمساعد للتحقق من سلامة البيئة المحيطة.
2. الأمان في المطبخ: يجب أن يتخذ المرضى احتياطات إضافية أثناء التعامل مع الطعام في المطبخ، حيث قد يفتقدون القدرة على استشعار روائح الحرق أو التسربات الغازية. ينصح باستخدام مآخذ غاز ذات الإشعال الذاتي والاعتماد على المؤقتات أثناء الطهي.
3. الأمان الشخصي: من المهم أن يكون المرضى حذرين ويتجنبون المواقف التي قد تشكل خطرًا على سلامتهم الشخصية. يجب ارتداء الزي الملائم واستخدام أدوات الحماية الشخصية عند العمل في بيئات محفوفة بالمخاطر مثل المصانع أو ورش العمل.
4. الدعم النفسي والاجتماعي: يجب على المرضى البحث عن الدعم النفسي والاجتماعي من أصدقائهم وعائلاتهم والمجتمع المحيط بهم. قد يساعدهم الانضمام إلى مجموعات دعم لمرضى باركنسون في مشاركة تجاربهم والتعامل مع التحديات المشتركة.
بناءً على ما سبق يمكننا القول ان فقدان حاسة الشم عند مرضى باركنسون يمكن أن يكون تحديًا إضافيًا في حياتهم اليومية. ومع ذلك، من خلال التركيز على الرعاية الشخصية، والاستشارة الطبية المنتظمة، واتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكن للمرضى تحسين نوعية حياتهم والتكيف مع هذه الحالة.
اكتشاف المزيد من باركنسون بالعربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.