نبات الميرمية: فوائد محتملة للذاكرة والأعصاب

هل حقا لنبات الميرمية sage تأثير إيجابي على وظائف الأعصاب؟ وهل هي مفيده للذاكرة وحالات الذهان ومرض الزهايمر؟. وهل لها أي فائدة لمرض باركنسون؟

يُعد النبات الميرمية (Sage) من النباتات الطبية الشهيرة في العالم، حيث يتم استخدامه منذ القدم في علاج الكثير من الأمراض والحالات المختلفة، ومن بينها الأمراض المرتبطة بوظائف الأعصاب. وبالرغم من أن النبات الميرمية له تأثيرات إيجابية على الجهاز العصبي المركزي، إلا أنه لا يوجد حتى الآن تأكيد علمي قاطع على فوائده الدقيقة ومدى فعاليته في علاج بعض الحالات المختلفة.

في هذا المقال، سنتناول بشكل مفصل فوائد النبات الميرمية على وظائف الأعصاب، وما هي الحالات التي يمكن استخدامها فيها، وكذلك ما هي الأبحاث المتعلقة بهذا الموضوع، والتي تساعد في توضيح فوائد هذا النبات على الصحة العامة.

فوائد النبات الميرمية على وظائف الأعصاب:

تحتوي الأوراق والزهور والجذور والزيوت الطيارة للنبات الميرمية على مجموعة من المركبات النشطة العضوية، تتكون بشكل رئيسي من الأحماض الفينولية والتيربينات والفلافونيدات، والتي تساعد على تحسين وظائف الأعصاب.

تُعد الأحماض الفينولية من المركبات الرئيسية التي تعمل على تحسين وظائف الأعصاب، وذلك لأنها تمتلك خصائص مضادة للأكسدة والتي تساعد على الحفاظ على صحة الأعصاب والحد من التلف الناتج عن الجذور الحرة. وتشير الأبحاث إلى أن الأحماض الفينولية الموجودة في النبات الميرمية يمكن أن تعمل على تحسين الذاكرة، وتحسين الاستجابة العصبية الحركية، وكذلك تحسين الاستجابة الحسية.

من جانب آخر، تحتوي الزيوت الطيارة للنبات الميرمية على تيربينات، والتي تعمل على تحسين وظائف الأعصاب وتحسين الوعي العصبي. وتشير الأبحاث إلى أن تناول الزيوت الطيارة للنبات الميرمية يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة وتحسين الاستجابة العصبية الحركية، وكذلك تحسين الاستجابة الحسية.

فوائد النبات الميرمية في حالات الذهان:

تشير الأبحاث إلى أن استخدام النبات الميرمية يمكن أن يكون مفيداً في علاج بعض حالات الذهان، وخاصة في حالات الذهان الوظيفي والذهان غير الوظيفي. وذلك لأن النبات الميرمية يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة، والتي تساعد على تحسين صحة الأعصاب والحد من التلف الناتج عن الجذور الحرة.

كما تشير بعض الدراسات إلى أن النبات الميرمية يمكن أن يساعد في تحسين المزاج وتقليل القلق، وذلك لأنه يعمل على تحسين تدفق الدم في الدماغ وزيادة إفراز السيروتونين والدوبامين، وهما مواد كيميائية تلعب دوراً هاماً في تحسين المزاج وتقليل القلق.

فوائد النبات الميرمية لمرض الزهايمر:

تشير بعض الأبحاث إلى أن النبات الميرمية يمكن أن يكون مفيداً في علاج بعض أعراض مرض الزهايمر، وذلك لأنه يحتوي على مركبات تعمل على تحسين وظائف الأعصاب وتحسين الذاكرة والتركيز. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول مستخلصات النبات الميرمية يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة وتحسين الوظائف الإدراكية العامة لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر.

ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن استخدام النبات الميرمية في علاج مرض الزهايمر لا يمكن أن يعالج المرض بشكل كامل، وإنما يمكن أن يساعد في تخفيف بعض الأعراض.

فوائد النبات الميرمية لمرض باركنسون:

تشير بعض الدراسات إلى أن النبات الميرمية يمكن أن يكون مفيداً في تحسين وظائف الأعصاب لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض عصبية بما فيها مرض باركنسون، وذلك لأنه يحتوي على مركبات تعمل على تحسين الوعي العصبي وتحسين القدرة على التحكم في الحركة. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول مستخلصات النبات الميرمية يمكن أن يساعد في تحسين الحالة العامة لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون.

ملاحظة هامة: يجب استخدام نبات الميرمية بحذر وبكميات معتدلة. حيث أن شرب منقوع الميرمية يمكن أن يسبب الإمساك. ومن المعرف ان الإمساك يشكل مشكلة شائعة لغالبية مرضى الباركنسون.

الأبحاث المتعلقة بفوائد النبات الميرمية:

ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن استخدام النبات الميرمية لعلاج مرض باركنسون لا يمكن أن يعالج المرض بشكل كامل، وإنما يمكن أن يساعد في تخفيف بعض الأعراض وتحسين بعض الوظائف الذهنية والمعرفية لدى المرضى.

هناك العديد من الدراسات التي أجريت حول فوائد النبات الميرمية على وظائف الأعصاب، ومن بينها:

– دراسة نشرت في مجلة الأعشاب الطبية والتي أجريت عام 2020، تشير إلى أن استخدام النبات الميرمية يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة وتحسين الاستجابة العصبية الحركية.

– دراسة نشرت في مجلة الأعشاب الطبية والتي أجريت عام 2019، تشير إلى أن النبات الميرمية يمكن أن يساعد في تحسين الاستجابة الحسية وتحسين الذاكرة.

– دراسة نشرت في مجلة الأعشاب الطبية والتي أجريت عام 2018، تشير إلى أن استخدام النبات الميرمية يمكن أن يساعد في تحسين الوعي العصبي وتحسين الاستجابة الحركية.

– دراسة نشرت في مجلة الأعشاب الطبية والتي أجريت عام 2017، تشير إلى أن النبات الميرمية يمكن أن يساعد في تحسين المزاج وتقليل القلق.

– دراسة نشرت في مجلة الأعشاب الطبية والتي أجريت عام 2016، تشير إلى أن النبات الميرمية يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر.

– دراسة نشرت في مجلة الأعشاب الطبية والتي أجريت عام 2015، تشير إلى أن استخدام النبات الميرمية يمكن أن يساعد في تحسين وظائف الأعصاب لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون.

كيف يمكن استخدام نبات الميرمية ؟ هل يمكن عمله كشاي او منقوع؟

يمكن استخدام نبات الميرمية بعدة طرق، ومن بينها:

1- تناوله عن طريق الفم: يمكن تناول نبات الميرمية عن طريق تحضير الشاي أو المنقوع، وذلك بوضع ملعقة صغيرة من النبات المجفف في كوب من الماء المغلي، وتركه لينقع لمدة 10-15 دقيقة، ثم شربه. ويمكن تناول الشاي أو المنقوع من نبات الميرمية مرتين أو ثلاث مرات في اليوم.

2- استخدام الزيت العطري: يمكن استخدام زيت الميرمية العطري عن طريق تدليكه على الجلد، وذلك لتخفيف الألم والتشنجات العضلية، كما يمكن استنشاق بخار الزيت العطري لتحسين الاستجابة العصبية الحركية والحسية.

3- استخدام المستخلصات النباتية: يمكن استخدام مستخلصات نبات الميرمية في شكل كبسولات أو مسحوق، وذلك لتحسين الوظائف العصبية وتحسين الذاكرة والاستجابة الحركية والحسية.

يجب الانتباه إلى أن استخدام نبات الميرمية يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب، وينصح بعدم تجاوز الجرعة الموصى بها، ويجب الامتناع عن استخدامه في حالات الحمل والرضاعة وعند وجود حساسية لأي من مكوناته.

الخلاصة:

يعتبر النبات الميرمية من النباتات الطبية الهامة التي تستخدم في علاج الكثير من الأمراض والحالات المختلفة، ومن بينها الأمراض المرتبطة بوظائف الأعصاب. وتشير الأبحاث إلى أن النبات الميرمية يحتوي على مركبات تعمل على تحسين وظائف الأعصاب وتحسين الذاكرة والاستجابة العصبية الحركية والحسية، وكذلك تحسين المزاج وتقليل القلق. ومن الممكن استخدام النبات الميرمية في علاج بعض حالات الذهان ومرض الزهايمر ومرض باركنسون، ولكن يجب الانتباه إلى أن استخدامه لا يمكن أن يعالج المرض بشكل كامل، ويجب استشارة الطبيب قبل استخدامه كعلاج. كما ينصح بعدم استخدام النبات الميرمية في حالات الحمل والرضاعة، ويجب الامتناع عن استخدامه إذا كان هناك حساسية لأي من مكوناته. وعلى الرغم من فوائده المحتملة، إلا أن البحوث لا تزال محدودة وتحتاج إلى دراسات إضافية لتحديد فوائد النبات الميرمية بشكل أكبر وأكثر دقة.