مشاكل البلع عند مرضى باركنسون: طرق العلاج والحلول البديلة
في هذا المقال سنتحدث عن مشاكل البلع عند مرضى باركنسون وطرق علاجها والحلول البديلة. سنتحدث بتفصيل عن الشرقة (chocking). علامتها ومخاطرها وطرق التعامل مع المريض الذي يعاني من الشرقة وطرق تجنبها والتقليل من احتمالية حدوثها وحدوث المضاعفات الناجمة عنها.
مقدمة:
يُعد مرض باركنسون أحد الأمراض العصبية المزمنة التي تؤثر على الجهاز الحركي ويعاني مرضى باركنسون من العديد من المشاكل الصحية المختلفة، ومن بين هذه المشاكل هناك مشكلة البلع التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى وتزيد من مخاطر الإصابة بالتهابات الرئة وغيرها من المشاكل الصحية الأخرى.
هدف هذا المقال هو تسليط الضوء على مشاكل البلع التي يعاني منها مرضى باركنسون وطرق علاجها والحلول البديلة، بالإضافة إلى التركيز بشكل خاص على مشكلة الشرقة (Chocking)، وعلاماتها ومخاطرها وطرق التعامل معها وتجنبها.
مشاكل البلع لدى مرضى باركنسون:
تعتبر مشاكل البلع من الأمور الشائعة التي يعاني منها مرضى باركنسون، حيث إن الأعراض الحركية الناجمة عن المرض تؤثر على عملية البلع وتجعلها أكثر صعوبة.
من بين الأعراض الشائعة التي يعاني منها مرضى باركنسون فيما يتعلق بالبلع:
1- صعوبة في بلع الأطعمة الجامدة والسوائل بشكل صحيح.
2- تأخر في بدء عملية البلع.
3- الإحساس بالرغبة في التقيؤ.
4- الإحساس بعسر الهضم والانتفاخ البطني.
5- ارتجاع المريء.
هذه الأعراض قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل الإصابة بالتهابات الرئة بسبب الانتفاخالموجود في الأمعاء وارتجاعه إلى الرئتين، كما أنها تزيد من خطر الاختناق أثناء الأكل.
طرق علاج مشاكل البلع لدى مرضى باركنسون:
تتوفر عدة خيارات لعلاج مشاكل البلع لدى مرضى باركنسون، ومن بين هذه الخيارات:
1- تحسين وضعية الجسم: ينصح بتحسين وضعية الجسم خلال تناول الطعام، وذلك لتسهيل عملية البلع وتفادي حدوث الانتفاخ في المعدة والأمعاء. يجب أن يجلس المريض بشكل مستقيم ويحافظ على وضع رأسه مرتفعًا قليلاً أثناء الأكل.
2- تعديل نوعية الطعام: يمكن تعديل نوعية الطعام وتجنب الأطعمة الصلبة واللحوم الجافة والخضروات الخشنة، واختيار الأطعمة التي تتميز بالنعومة والسهولة في البلع مثل الأرز والعصائر والحساء.
3- العلاج الدوائي: يمكن استخدام بعض الأدوية لتحسين عملية البلع وتقليل مشاكل الانتفاخ والإحساس بالغثيان. ومن بين الأدوية المستخدمة: Levodopa، و Amantadine، و Domperidone.
4- العلاج الجراحي: في حالة عدم استجابة المريض للعلاج الدوائي، يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي، والذي يتمثل في إجراء عملية توسيع المريء لتسهيل عملية البلع.
مشكلة الشرقة (Chocking):
تُعتبر مشكلة الشرقة (Chocking) من المشاكل الخطيرة التي يعاني منها مرضى باركنسون، وتحدثبشكل عام، تحدث مشكلة الشرقة عندما يحصل انسداد في مجرى الهواء أثناء الأكل، ويتسبب ذلك في عدم قدرة المريض على التنفس بشكل صحيح. وتكون هذه المشكلة أكثر شيوعًا عند تناول الأطعمة الصلبة واللحوم والخضروات الخشنة التي تصعب عملية البلع.
علامات الشرقة:
توجد عدة علامات تدل على حدوث مشكلة الشرقة، ومن بينها:
1- السعال المفاجئ.
2- الضيق في التنفس.
3- الإحساس بالغثيان.
4- تغير لون الوجه إلى اللون الأزرق أو الرمادي.
خطورة مشكلة الشرقة:
تُعد مشكلة الشرقة من المشاكل الخطيرة التي يعاني منها مرضى باركنسون، حيث يزيد الانسداد في مجرى الهواء خلال عملية البلع من خطر الاختناق والذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث أضرار خطيرة بالجهاز التنفسي. وإلتهابات الجهاز التنفسي السفلية (الرئتين والحويصلات والقصبات الهوائيه) الاضطرار لإدخال المريض إلى العناية المركزة واستخدام أجهزة التنفس الصناعي وحتى الموت في بعض الحالات لا قدر الله.
طرق التعامل مع مشكلة الشرقة:
توجد عدة طرق للتعامل مع مشكلة الشرقة، ومن بينها:
1- عدم الهلع او الخوف والتصرف بهدوء: الهدوء عند حدوث شرقة مع المريض يضمن لك التفكير بطريقة صحيحة والتصرف بمنطق. وعدم الارتباك والتعامل مع الموقف بفاعلية اكبر.
2- الاستجابة السريعة: يجب الاستجابة بسرعة عند حدوث مشكلة الشرقة والتعامل معها بشكل فوري.
3- التفريغ الفموي: ينصح بإجراء التفريغ الفموي عند حدوث مشكلة الشرقة، حيث يمكن للمريض إخراج الطعام المحتمل أن يسبب الانسداد في مجرى الهواء.
4- إجراء علاج طبيعي للصدر من جهة الخلف: يمكن إجراء تدليك الصدر لتسهيل عملية التنفس. يمكن إجراء ذلك من خلال القيام بعملية التصفيق (التربيت) من قبل مقدم الرعاية على جدار الصدر في مساعدة تحريك أجزاء الطعام العالقة في المجرى الهوائي . ويتم ذلك من خلال تشكّل اليد على شكل مجوف كما لو كانت تحمل الماء ولكن يكون اتجاه راحة اليد للأسفل (كما هو موضح في الشكل أدناه).

مع مراعاة ان يكون المريض في وضعية الجلوس مع الانحناء الى الأمام قليلاً حتى يسهل خروج جزء الطعام العالق من مجرى الهواء إلى الخارج.
5- إجراء تدليك الصدر: يمكن إجراء تدليك الصدر لتسهيل عملية ا س وتجنب الشرقة، وذلك عن طريق تدليك الصدر بلطف وبطريقة صحيحة لتحريك الطعام المحتمل أن يسبب الانسداد في مجرى الهواء.
6- إجراء التنفس الاصطناعي والبدء في الإنعاش القلبي الرئوي: في حالة فقدان المريض للوعي. وعدم استجابة المريض للتدليك الصدري، يمكن اللجوء إلى إجراء التنفس الاصطناعي، وذلك لتوفير الهواء للمريض عن طريق الفم والأنف لحين وصول فرقة الإسعاف.
طرق تجنب مشكلة الشرقة:
توجد بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لتجنب حدوث مشكلة الشرقة، ومن بينها:
1– الأكل بوضعية الجلوس او شبه جلوس. يجيب ان يتم تناول الطعام والمريض في وضعة الجلوس او شه جالس بزاوية ٤٥ درجة على الأقل طوال فترة تناول الطعام.
2- البقاء في وضعية الجلوس او شبه جلوس لمدة ساعتين بعد الانتهاء من تناول الوجبة. يجب أن يبقى المريض جالساً او بوضعية شبه جلوس وبشكل مريح لمدة تتراوح من بين ساعة إلى ساعتين على الأقل وذلك لتجنب الإرتداد المريئي ودخول الطعام إلى مجرى النفس.
3- التعرف على علامات الشرقة. يجب على مقدم الرعاية الصحية المنزلية التعلم والتعرف على علامات الشرقة وطرق تجنبها وآلية التعامل معها في حال حدوثها.
4- تجنب تناول الأطعمة الصلبة: ينصح بتجنب تناول الأطعمة الصلبة واللحوم الجافة والخضروات الخشنة، واختيار الأطعمة التي تتميز بالنعومة والسهولة في البلع مثل الأرز والعصائر والحساء.
5- تقطيع الأطعمة إلى قطع صغيرة: يمكن قطع اللحوم والخضروات إلى قطع صغيرة وسهلة البلع.
6- الاسترخاء أثناء الأكل: ينصح بالاسترخاء أثناء الأكل وتفادي العصبية والإجهاد.
6- شرب السوائل: ينصح بشرب السوائل خلال تناول الطعام لتسهيل عملية البلع وتقليل خطر حدوث مشكلة الشرقة.
7- الاهتمام بنظافة الفم: يجب الاهتمام بنظافة الفم وتفريش الأسنان خاصة بعد تناول وجبة الطعام والتأكد من عدم بقاء اي بقايا للطعام او أقراص أدوية في فم المريض.
8- احيانا تكون الشرقة بالسوائل الخفيفة: مثل الماء والعصيرات الصافية ولا يوجد مشكلة عند المريض مع الأطعمة اللينة او السوائل الثقيلة (غليضة القوام). في هذه الحالة يجب إجراء تعديلات على نوعية الطعام المعطى للمريض. مثل إعطاء المريض طعاماً مهروساً لينا سهل المضغ. وتجنب السوائل الصافية كالماء وعصير التفاح وبعض الشوربات مثلاً استبدالها بالسوائل الكثيفة كعصير المانجا مثلاً او ما هو بمثل قوامها. كما توجد في الصيدليات مواد مثخنه للماء والسوائل وتكون على شكل مسحوق يمكن اضافته للماء او العصير فيصبح قوامه اكثر كثافة.
اسأل أخصائي البلع و أخصائي التغذية العلاجية في المستشفى أو المركز الذي تتابع فيه عن الحلول والبدائل الممكنة.
9- تعرف إلى الشرقة الصامته: احيانا يكون هناك ما يعرف بالشرقة الصامته اي انه لا تظهر علامات الشرقة التي ذكرناها في الأعلى على المريض. وهذا يشكل خطر على حياته. بهذا الحالات يمكن إجراء تصوير إشعاعي خاص لعملية البلع مثل Modified Barium Swallow. ومن خلالها يتناول المريض محلول خاص به مادة مشعة ويتك التصوير الطبي لهذا المحلول واين يذهب. هل ينزل بشكل كامل إلى المعدة ام يدخل جزء منه إلى مجرى النفس، وهل هناك تأخر في عمل عضلات البلع أو في عمل “لسان المزمار” وهو الجزء المسؤل عن إغلاق مجرى الهواء أثناء عملية البلع وتحويل مسار اللقمة إلى المريئ.
10- مراجعة أخصائي البلع بانتظام: من الضروري المتابعة مع اخصائي البلع بإنتظام وعند الحاجة وذلك لتقييم عملية البلع انها سليمة وآمنه على حياة المريض. كذلك يمكن للأخصائي البلع تقديم النصائح والمعلومات الدقيقة والمساعدة المطلوبة. كما يمكنه إجراء الفحص السريري والأشعة اللازمة للتشخيص والتوصيات اللازمة.
11- استخدام البدائل (أنبوب تغذية): في حال فقد المريض القدرة على البلع أو أصبح تناول الطعام بالشكل العادي يهدد حياته فإن أخصائي البلع أو الطبيب يوصي بتركيب أنبوب خاص للتغذية وإعطاء الدواء. قد يكون هذا الأنبوب انفي-معدي (NG tube) اي يدخل من الأنف ويصل الى المعدة. او يكون أنبوب دائم في البطن للتغذية (PEG tube) بحيث يدخل من البطن مباشرة إلى المعدة.
اكتشاف المزيد من باركنسون بالعربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.