هل يستطيع مريض باركنسون صيام شهر رمضان المبارك؟

طارق محمد عبابنه

سنتين ago

صيام مريض باركنسون لشهر رمضان الكريم

يعتبر مرض باركنسون من الأمراض العصبية المزمنة والمتقدمة مع الوقت، ويتطلب إدارة علاجاته عناية واهتمامًا خاصًا، وإلتزام مريض باركنسون بمواعيد أخذ الأدوية للحصول على الفائدة الأكبر. ولأن رمضان شهر الصيام والتقرب إلى الله، فإن الكثير من المرضى يسألون عن إمكانية صيامهم خلال هذا الشهر الفضيل. هل يستطيع مريض باركنسون صيام أيام شهر رمضان االمبارك هذا ما سنناقشه في هذا المقال.

أولاً، يجب أن نفهم أن كل حالة من حالات مرض باركنسون هي حالة مرضية فريدة، وما يفيدها ليس بالضرورة أن يفيد مررضى باركنسون الآخرين. ولهذا لا يمكن إطلاق قواعد عامة تناسب الجميع. فالحكم يكون فردياً لكل مريض كلٌ حسب وضعه الصحي ومقدرته على تحمل الإمتناع عن أخذ الأدوية لفترة طويلة.

قبل إتخاذ قرار الصيام

يوجد العديد من الأمور التي يجب أخذها بعين الإعتبار قبل قرار مريض باركنسون صيام شهر رمضان من عدمه، أهمها:

عمر المريض: وذلك لأن العمر غالباً يلعب دوراً كبيراً في تحديد ان كان الشخص يستطيع الصيام من عدمه
عدد سنوات المرض: وهذا يعطي دلالة واضحة على شدة الأعراض لأن مرض باركنسون متطور ومتقدم مع الوقت
الحالة الصحية والجسمانية العامة للمرض: يجب مراعة الحالة العامة للمريض وإن كان يعاني من أمراض واعتلالات أخرى
شدة الأعراض: فكلما كانت الأعراض أكثر شدة فكلما كانت قدرة المريض على الصيام أصعب ولربما تفاقمت الأعراض مع الصيام
عدد الأدوية التي يتناولها مريض باركنسون وعدد المرات التي يناولها بها خلال اليوم. فف حالات استخدم الأدوية لمرات عديدة (كل 3 او 4 ساعات مثلاُ) ففي مثل هذه الحالة قد يكون من الأفضل عدم الصيام
استجابة الجسم للأدوية وطول فترة فعالية الدواء (مرحلة العمل/الأون): فكلما كانت فترات الفاعلية (حالة العمل /الأون) أقصر كلما أصبح الصيام أصعب
المجهود البدني المتطلب بذله خلال نهار مضان
إمكانية حصول المريض على فترات راحة إضافية خلال فترة الصيام
وجود عوامل مساعدة وبدائل للأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم: مثل التحفيز العميق للدماغ DBS واستخدام لصقات روتيجوتين ومضخة أبومورفين ومضخة الجل المعوي لعقار ليفودوبا/كاربيدوبا (ديودوبا)

لذلك، يجب على المريض الاستشارة مع طبيبه قبل البدء في الصيام، وخاصة إذا كان يتناول أدوية معينة. قد يوصي الطبيب بتعديل جرعات الأدوية لتناسب فترات الصيام والإفطار.
وبما أن الصيام يتطلب الامتناع عن الطعام والشراب لفترات طويلة، فإن المرضى الذين يعانون من صعوبة في البلع أو المشاكل الهضمية قد يجدون الصيام صعباً. لذلك، يجب عليهم الحرص على تناول وجبات خفيفة ومتكررة خلال فترات الإفطار والسحور، وتجنب تناول الأطعمة الدسمة والثقيلة.

أفكار تساعدك على الصوم بكل سهولة

هناك العديد من الأمور التي يمكننك القيام بها كمريض بمرض حركي ومزمن تخفف عنك مشقة الصيام وتجعله أكثر راحة:

تناقش مع طبيبك قبل بدء شهر رمضان واستفسر عن امكانيتك الصيام أم لا وعن الحلول البديلة للإدوية ان أمكن.
تأخير السحور قدر المستطاع وذلك لإمدادك بالطاقة اللازمة لأداء مهامك اليومية لأطول فترة ممكنة خلال النهار.
اعلم أن حوالي ثلاثة أرباع مخ الأنسان مكون من الماء.ولذلك يجب التأكد من شرب كميات كافية من السوائل خلال الليل لإبقاء الجسم في حالة من الترطيب أكبر قدر ممكن. وإبقاء المخ قادراً على أدء وظائفه بأفضل شكل.
أعد جدولة مواعيد تناول الأدوية فترة الليل بما يتناسب مع احتياجاتك للعلاج وبالتنسيق مع طبيبك.
إجعل آخر جرعة من العلاج قبيل الإمساك لإمدادك بمستوى العلاج في دمك لأطول فترة ممكنة
خذ اوقات راحة إضافية خلال النهار وخاصة فترات نهاية يوم الصوم ، أي ما بين العصر والمغرب حيث بهذا الوقت يكون الجسم قد استنفذ مخزونه من الطاقة والماء وانتهى مفعول العلاج في دمك.
يمكن أخذ قيلولة بعد الظهيرة لتساعدك في تجديد نشاطك ومنحك دفعة اضافية من الطاقة.
اضبط برنامج نومك بما يتناسب مع عاداتك الإجتماعية والدينية في رمضان وبما يحقق لك أكبر قدر ممكن من الراحة
ان كان لديك الخيار في استخدام حلول بديلة للأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم كلصقات روتيجوتين و مضخة ابومورفين فلا تترد في استخدامها
اذا كنت تعاني صعوبة في الكلام فإن قراءة القرآن بصوت مرتفع بالتأكيد ستحسن عندك النطق والكلام. اجعلها عادة مستمرة.

وفي النهاية، ينبغي على المريض التحلي بالحكمة والاعتدال في اتخاذ قراره بالصيام، وعدم التعرض لأي مخاطر صحية. وعند الشعور بأي تغير في حالته الصحية، يجب عليه مراجعة طبيبه على الفور.